حمص - ثورة على الاستبداد - زكي الدروبي

 

 متظاهرون أمام مجسم لساعة مدينة حمص - المصدر فرانس برس

حمص - ثورة على الاستبداد

زكي الدروبي

خرجت أول مظاهرة بتاريخ 18 آذار 2011 من مسجد الصحابي الجليل خالد بن الوليد، استجابة لدعوة الخروج ضد النظام، وليس التحاقا بأي محافظة سورية، مع كامل المحبة والتقدير لتضحيات الشعب السوري كله، وكانت مظاهرة صغيرة محدودة، واشتبك المتظاهرون مع عناصر حفظ النظام، ثم أتت دوريات المخابرات، ولم تكن هيبتهم قد كسرت بعد، واستطاعت تفريق المتظاهرين، واستطاع بعضهم الهرب، واعتقل البعض الآخر.

كان الأهالي في حمص - بعد أخبار تنحي حسني مبارك، وقبله هروب بن علي، والثورة على القذافي وعلي عبد الله صالح - يتوقون للخروج، وينتظرون الفدائي الذي سيشعل شمعة تضيء الطريق، وكان متظاهرو 18 آذار بحمص هم الذين أضاءوا الطريق، وتأكد الحماصنة أنهم يستطيعون فعل هذا، وفعلوه بعد أسبوع.

خلال هذا الأسبوع كنا نتابع ما يحدث بدرعا، ونتألم مما يحدث بها، وننتظر يوم الجمعة بفارغ الصبر للخروج بمظاهرة ضد النظام، وفعلا أتى يوم 25 آذار والذي كان فاصلا في تاريخ حمص الحديث.

خرج الحماصنة من مسجد الصحابي خالد بن الوليد، بأعداد غفيرة، واستطاعوا كسر الأمن، والوصول إلى الساعة الجديدة، واستمروا إلى قبيل المغرب، ومزقو صور حافظ وابنه وأعلنوها ثورة على نظام الأسد.

هذه ثورة الشعب السوري العظيم، ثورة خرجت على الاستبداد والظلم، وليست رد فعل على فعل واحد حدث هنا أو هناك.

تعريف الارتباط

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.